قصة المثل: العرق دساس
جاء شخص إلى البلدة، وهو ينادي أنا سياسي، أحل المعضلات، وأحل المشاكل بين الدول، بين العشائر وبين الشخصيات أنا سياسي ..
سمعه ملك البلدة وهو جالس
في قصره فأمر رجاله أن يحضروا الرجل السياسي،
دخل الرجل وبعد التحية والسلام سأله الملك: أنت سايس ..؟!
قال السياسي: لا أنا سياسي ..!!!
(هو في الواقع سايس للخيل)
فقال الملك: لا أنا سمعت أنك سايس.!
واليوم تم تعيينك عندنا سايس للخيل، ولي فرس أحبها واريد منك ان تسوسها ..
رد السياسي: أنا لست سايس انا سياسي ..!
قال الملك : قلت لك انك سايس
حكمت عليك والا اعدمك ..!
فما كان من الرجل الا الإمتثال لأمر الملك خوفاً من الإعدام،
فتسلم الفرس من السايس السابق، وحذره هذا الاخير قائلاً:
هذه الفرس اعز على الملك من روحه، احذر ان تخبره عن عيوبها وإلا سيقتلك ..!
إلتفت السايس إلى الملك قائلاً: مولانا أتعفيني ؟!
قال الملك: كيف اعفيك؟
وقد عينتك سايس، فنادى على خدمه: احضروا للرجل غرفة وفراش واعطوه ثلاث وجبات مرق ورز ليباشر مهمته ويسوس الفرس،
باشر الرجل عمله وبدأ يسوس الفرس وبعد عشرون يوماً هرب السياسي خوفاً ..
فأمر الملك بإحضاره وسأله: لماذا هربت؟ هل وجدت عيباً في الفرس؟
قال الرجل: مولانا اعفيني ..
قال الملك: الآن اخبرني ماذا
وجدت في الفرس والا قتلتك ..؟
فقال السياسي: إذن اعطني الأمان !
قال الملك: لك الأمان ..
قال الرجل: هذه الفرس أصيلة وكل من اخبرك أنها رضعت من أمها الأصيلة اسمع ولا تصدق ..!!!
حمل الملك سيفه لقطع رأس السياسي، وقال له:
كيف تقول عن فرسي أنها لم ترضع من أمها ..؟!!!
أمر الملك برمي الرجل في السجن، وارسل في طلب الوزير الذي أهداه الفرس ..
أتى الوزير .. فسأله الملك قائلاً:
كيف تهديني هذه الفرس وهي لم ترضع من أمها الأصيلة ؟!!
قال الوزير: مولاي سامحني .. لقد ماتت أمها عند ولادتها ..!
قال الملك: ومن أرضعها ؟!
فاجاب الوزير: لم يكن لدي إلا بقرة نمتلكها قامت بأرضاعها ..!
قال الملك: إذن ما قاله السايس
صحيح ..
فأمر الملك بإخراج السايس من السجن، وقال له: يبدو أنك لست رجلاُ هيناً الآن اخبرني كيف عرفت أن الفرس لم ترضع من أمها؟!!
قال السايس: الفرس الأصيل عادة تأكل في معلف او تعليقة في رقبتها تأكل منها وهي مرفوعة الرأس، أما فرسك يا مولاي فانها تبحث عن الطعام في الأرض مثل البقر، الفرس الأصيل لايضع رأسه في الأرض، دائماً رافع رأسه ..
فقال الملك للسايس: أحسنت ..
وأمر الخدم أن يعطوه دجاج واطعموه جيداً ..
وأمره أن يسوس زوجته الملكة ..!
وقال سوف ألحقك بخدمتها ..!
توسل السياسي: مولانا اعفيني ..
قال الملك: أبداً هذا أمر وعليك تنفيذه ..!
وأمر أحد غلمانه أن يذهب للملكة ويخبرها أن هناك خادم جديد، وسيكون نديماً لها ومستشاراً بامر الملك ولها أن تطلب منه قضاء حاجاتها ..
دخل السايس على الملكة وسلم عليها وظل بضع ساعات في خدمتها وغادر ..
فذهب السياسي إلى الملك يتوسله أن يعفيه ..!!
فظن الملك أن السايس وجد في الملكة عيب أو أمر ما ..!!!
فطلب من السايس ان يخبره، فرفض السايس وطلب الأمان ..
فقال الملك: لك الأمان قل ماذا
وجدت ..؟!
قال السايس: الملكة تربية ملوك وشرف ملوك واخلاق ملوك وكرم ملوك، ولكن من يقول لك أنها إبنة ملوك اسمع ولا تصدق ..!!!
جنّ جنون الملك وقال له:
كيف تقول أن زوجتي ليست إبنة
ملوك ؟!
وأمر بسجنه وقطع الطعام عنه ..
ذهب الملك إلى أم الملكة وأبوها، وهو رجل ذو شأن، ليستوضح الأمر منهم ..
فطلب منهم ان يخبروه وإلا سيذبحهم الاثنين، إبنة من تكون الملكة؟!
فطلبوا منه الامان فاستأمنهم،
وقصوا عليه قصة البنت:
كانت لدينا بنت واتفقا الاثنين ان تكون البنت لك وانت لها ..
وفي عمر السنتين اصاب البنت داء الحصبة ..
وكان والدك ظالماً لايرحم احداً ...
وفي ذلك الوقت أمرنا والدك باجلاء الغجر عن المنطقة هولاء الذين عملهم الرقص والغناء ..
فطردناهم واحرقنا بيوتهم ..
وخرجت بنفسي لأتفقد عملية الاجلاء ووجدت طفلة عمرها عامين لوحدها قرب الوتد فأخذتها وقمنا بتربيتها وهاهي اليوم اصبحت زوجتك ..
عاد الملك لقصره، وأمر بجلب السايس من سجنه، وسأله كيف عرفت أنها ليست إبنة ملوك
وهي من عمرها سنتين قد تربت عند ملوك وعاشت معهم حتى هذا العمر الذي تزوجتها فيه ..؟!
قال السايس:
مولاي قلت لك أنها تربية ملوك وكرم ملوك وشرف ملوك واخلاق ملوك، لكنها ليست إبنة ملوك،
لأن عندها غمزة بعينها تتغامز
عندما تتكلم ..!
وهذه من عادات الغجر يتغامزون عندما يتكلمون، وهذه العادة عند الملكة، لذلك عرفت أنها ليست إبنة ملوك ..!
فقال الملك هذا الرجل كارثة !!!
وأمر الخدم باطعام السايس خروف في الصباح وآخر عند الغداء وثالث عند العشاء ..
وقال له اجلس وسايسني ..!!!
هنا اضطربت فرائص السايس ..
واحتار كيف يخلص من هذا المطب، وحاول وتوسل لكن لا فائدة. أصر الملك أن يقوم السايس بمهمته الجديدة ..!!
في تلك الليلة حاول السايس أن يهرب، وعلم الملك، فطلبه وقال له: يبدو أنك عرفت عني شيئاً ؟!!
وطلب منه ان يخبره وإلا سيعاقبه،
فطلب السايس من الملك الامان وأخبره:
مولاي الملك أنت ملك ولكن لست إبن ملك ..؟!!!
فجنّ جنون الملك، وذهب الملك إلى أمه وقال لها انا ابن من؟!
وبعد اصرار من الملك قالت أمه:
كان أبوك ظالماً، وكان لا ينجب، وكان يتزوج البنت فاذا مرّت تسعة شهور ولم تلد ذبحها ..!!!
وعلى هذا المنوال قضى على
نصف بنات البلدة حتى وصل الأمر لي؟! ماذا علي أن أفعل إما ألد أو يذبحني ..؟!!
وكان في القصر طباخ أنت إبنه ..!!!
فعاد الملك إلى السايس، وسأله كيف عرفتني ..؟!
فقال السايس:
نعرف أن الملك عندما يعطي؛
يعطي ذهب وفضة، أما أنت تعطي مرق ورز ..!!!
وكذلك أنت تمنع عني الطعام اذا غضبت مني، واذا رضيت اطعمتني، وهذه ليست من عادات الملوك.
تمت ..
العبرة والحكمة:
احترامك الآخرين، بغض النظر عن الإعجاب بهم أوحبهم أو التشابه معهم، يدل على الرُّقي والتوافق النفسي.
وهو عادة، يمكن اكتسابها وخسارتها، فاكتسب العادات الحميدة وحاول ان لا تخسرها،
وتذكر دائماً أن:
"العرق دساس"
سمعه ملك البلدة وهو جالس
في قصره فأمر رجاله أن يحضروا الرجل السياسي،
دخل الرجل وبعد التحية والسلام سأله الملك: أنت سايس ..؟!
قال السياسي: لا أنا سياسي ..!!!
(هو في الواقع سايس للخيل)
فقال الملك: لا أنا سمعت أنك سايس.!
واليوم تم تعيينك عندنا سايس للخيل، ولي فرس أحبها واريد منك ان تسوسها ..
رد السياسي: أنا لست سايس انا سياسي ..!
قال الملك : قلت لك انك سايس
حكمت عليك والا اعدمك ..!
فما كان من الرجل الا الإمتثال لأمر الملك خوفاً من الإعدام،
فتسلم الفرس من السايس السابق، وحذره هذا الاخير قائلاً:
هذه الفرس اعز على الملك من روحه، احذر ان تخبره عن عيوبها وإلا سيقتلك ..!
إلتفت السايس إلى الملك قائلاً: مولانا أتعفيني ؟!
قال الملك: كيف اعفيك؟
وقد عينتك سايس، فنادى على خدمه: احضروا للرجل غرفة وفراش واعطوه ثلاث وجبات مرق ورز ليباشر مهمته ويسوس الفرس،
باشر الرجل عمله وبدأ يسوس الفرس وبعد عشرون يوماً هرب السياسي خوفاً ..
فأمر الملك بإحضاره وسأله: لماذا هربت؟ هل وجدت عيباً في الفرس؟
قال الرجل: مولانا اعفيني ..
قال الملك: الآن اخبرني ماذا
وجدت في الفرس والا قتلتك ..؟
فقال السياسي: إذن اعطني الأمان !
قال الملك: لك الأمان ..
قال الرجل: هذه الفرس أصيلة وكل من اخبرك أنها رضعت من أمها الأصيلة اسمع ولا تصدق ..!!!
حمل الملك سيفه لقطع رأس السياسي، وقال له:
كيف تقول عن فرسي أنها لم ترضع من أمها ..؟!!!
أمر الملك برمي الرجل في السجن، وارسل في طلب الوزير الذي أهداه الفرس ..
أتى الوزير .. فسأله الملك قائلاً:
كيف تهديني هذه الفرس وهي لم ترضع من أمها الأصيلة ؟!!
قال الوزير: مولاي سامحني .. لقد ماتت أمها عند ولادتها ..!
قال الملك: ومن أرضعها ؟!
فاجاب الوزير: لم يكن لدي إلا بقرة نمتلكها قامت بأرضاعها ..!
قال الملك: إذن ما قاله السايس
صحيح ..
فأمر الملك بإخراج السايس من السجن، وقال له: يبدو أنك لست رجلاُ هيناً الآن اخبرني كيف عرفت أن الفرس لم ترضع من أمها؟!!
قال السايس: الفرس الأصيل عادة تأكل في معلف او تعليقة في رقبتها تأكل منها وهي مرفوعة الرأس، أما فرسك يا مولاي فانها تبحث عن الطعام في الأرض مثل البقر، الفرس الأصيل لايضع رأسه في الأرض، دائماً رافع رأسه ..
فقال الملك للسايس: أحسنت ..
وأمر الخدم أن يعطوه دجاج واطعموه جيداً ..
وأمره أن يسوس زوجته الملكة ..!
وقال سوف ألحقك بخدمتها ..!
توسل السياسي: مولانا اعفيني ..
قال الملك: أبداً هذا أمر وعليك تنفيذه ..!
وأمر أحد غلمانه أن يذهب للملكة ويخبرها أن هناك خادم جديد، وسيكون نديماً لها ومستشاراً بامر الملك ولها أن تطلب منه قضاء حاجاتها ..
دخل السايس على الملكة وسلم عليها وظل بضع ساعات في خدمتها وغادر ..
فذهب السياسي إلى الملك يتوسله أن يعفيه ..!!
فظن الملك أن السايس وجد في الملكة عيب أو أمر ما ..!!!
فطلب من السايس ان يخبره، فرفض السايس وطلب الأمان ..
فقال الملك: لك الأمان قل ماذا
وجدت ..؟!
قال السايس: الملكة تربية ملوك وشرف ملوك واخلاق ملوك وكرم ملوك، ولكن من يقول لك أنها إبنة ملوك اسمع ولا تصدق ..!!!
جنّ جنون الملك وقال له:
كيف تقول أن زوجتي ليست إبنة
ملوك ؟!
وأمر بسجنه وقطع الطعام عنه ..
ذهب الملك إلى أم الملكة وأبوها، وهو رجل ذو شأن، ليستوضح الأمر منهم ..
فطلب منهم ان يخبروه وإلا سيذبحهم الاثنين، إبنة من تكون الملكة؟!
فطلبوا منه الامان فاستأمنهم،
وقصوا عليه قصة البنت:
كانت لدينا بنت واتفقا الاثنين ان تكون البنت لك وانت لها ..
وفي عمر السنتين اصاب البنت داء الحصبة ..
وكان والدك ظالماً لايرحم احداً ...
وفي ذلك الوقت أمرنا والدك باجلاء الغجر عن المنطقة هولاء الذين عملهم الرقص والغناء ..
فطردناهم واحرقنا بيوتهم ..
وخرجت بنفسي لأتفقد عملية الاجلاء ووجدت طفلة عمرها عامين لوحدها قرب الوتد فأخذتها وقمنا بتربيتها وهاهي اليوم اصبحت زوجتك ..
عاد الملك لقصره، وأمر بجلب السايس من سجنه، وسأله كيف عرفت أنها ليست إبنة ملوك
وهي من عمرها سنتين قد تربت عند ملوك وعاشت معهم حتى هذا العمر الذي تزوجتها فيه ..؟!
قال السايس:
مولاي قلت لك أنها تربية ملوك وكرم ملوك وشرف ملوك واخلاق ملوك، لكنها ليست إبنة ملوك،
لأن عندها غمزة بعينها تتغامز
عندما تتكلم ..!
وهذه من عادات الغجر يتغامزون عندما يتكلمون، وهذه العادة عند الملكة، لذلك عرفت أنها ليست إبنة ملوك ..!
فقال الملك هذا الرجل كارثة !!!
وأمر الخدم باطعام السايس خروف في الصباح وآخر عند الغداء وثالث عند العشاء ..
وقال له اجلس وسايسني ..!!!
هنا اضطربت فرائص السايس ..
واحتار كيف يخلص من هذا المطب، وحاول وتوسل لكن لا فائدة. أصر الملك أن يقوم السايس بمهمته الجديدة ..!!
في تلك الليلة حاول السايس أن يهرب، وعلم الملك، فطلبه وقال له: يبدو أنك عرفت عني شيئاً ؟!!
وطلب منه ان يخبره وإلا سيعاقبه،
فطلب السايس من الملك الامان وأخبره:
مولاي الملك أنت ملك ولكن لست إبن ملك ..؟!!!
فجنّ جنون الملك، وذهب الملك إلى أمه وقال لها انا ابن من؟!
وبعد اصرار من الملك قالت أمه:
كان أبوك ظالماً، وكان لا ينجب، وكان يتزوج البنت فاذا مرّت تسعة شهور ولم تلد ذبحها ..!!!
وعلى هذا المنوال قضى على
نصف بنات البلدة حتى وصل الأمر لي؟! ماذا علي أن أفعل إما ألد أو يذبحني ..؟!!
وكان في القصر طباخ أنت إبنه ..!!!
فعاد الملك إلى السايس، وسأله كيف عرفتني ..؟!
فقال السايس:
نعرف أن الملك عندما يعطي؛
يعطي ذهب وفضة، أما أنت تعطي مرق ورز ..!!!
وكذلك أنت تمنع عني الطعام اذا غضبت مني، واذا رضيت اطعمتني، وهذه ليست من عادات الملوك.
تمت ..
العبرة والحكمة:
احترامك الآخرين، بغض النظر عن الإعجاب بهم أوحبهم أو التشابه معهم، يدل على الرُّقي والتوافق النفسي.
وهو عادة، يمكن اكتسابها وخسارتها، فاكتسب العادات الحميدة وحاول ان لا تخسرها،
وتذكر دائماً أن:
"العرق دساس"
تعليقات
إرسال تعليق